تاريخ كرة القدم

يقول المؤرخ الإغريقي هيرودوت الذي زار مصر عام 460 ق.م أنه وجد المصريين يلعبون بكرة مصنوعة من جلد الماعز أو القش. ويركلونها بالقدم، حتى إذا دفعها فريق إلى خط بعرض ساحة الملعب احتسبت هدفا. ويقول هوميروس في ملحمته الأوديسة أن الإغريق لعبوا كرة القدم وكان اسمها هاربماستون وأنها كانت ضمن برامج اللياقة لجنود إسبرطة. ويقول الفيلسوف القديم ((يوليوس بولوكوس)) في القرن الثاني بعد الميلاد أن كرة القدم انتقلت من اليونان إلى الرومان, وصوورها في كتاباته بما يقرب من صورتها الحالية. ويقول مؤرخون آخرون أن الصينين عرفوا كرة القدم من قديم الزمان وكانت تسمى ((تورتشو)).
و إذا كان الخلاف شديد حول نشأة هذه اللعبة وجذورها فإن كرة القدم الحديثة نشات في دربي بانجلترا عام 218 م حيث لعبها أهل المدينة احتفالاً بفوزهم على كتيبية رومانية غازية, ويستند المؤرخون الحاليون على ما ذكره المؤرخان جلوفر وفيتزسيتفين في هذا الشأن وقد استقرت كرة القدم في الجزر البريطانية وأصبحت لها شعبية كبيرة حتى حاربها ملوك الإنجليز.
ففي أبريل 1314 أصدر الملك ادورد الثاني قانونا يحرم مزاولة كرة القدم لأن المدينة أصبحت ذات ضوضاء مزعجة.في 1349 قرر إدورد الثالث الشيء نفسه لأن اللعبة تصرف الشباب عن الرماية بالقوس والسهم التي ترتكز عليها القوة الحربية للدولة.
كرة القدم الحديثة تطورت ونشأت في انكلترا وبالتحديد لندن. كانت الرغبة لدى الإنجليز بتغيير رياضة الرجبي العنيفة كرياضة رسمية إلى رياضة منظمة لا تحوي عنفاً كما تحوي الرجبي. بقيت الرياضة المستحدثة تلعب بلا قوانين رسمية حتى كتب بعض المدرسين وأرباب المدارس في القرن التاسع عشر الميلادي قوانين وأحكاماً حتى يسمح بلعب كرة القدم بين المدارس المختلفة.
قوانين اللعبة الحالية تعتمد اعتماداً مباشراً على جهود بذلت في منتصف القرن التاسع عشر لتوحيد قواعد كرة القدم الكثيرة التي كانت تمارس في مدارس خاصة من إنكلترا ففي عام 1801م عقد اجتماع في كلية ترينتي في كامبردج، بحضور ممثلين من مدارس إيتون وهاروو ومدرسة ركبي بالإضافة إلى وينتشستر وشروسباري وتم الاتفاق على ما عرف باسم قوانين كامبردج لكرة القدم. خلال خمسينيات القرن التاسع عشر الميلادي تشكلت الكثير من الأندية غير المرتبطة بالمدارس في أنحاء العالم المتكلم باللغة الإنكليزية. كلُ يلعب كرة القدم وفق قوانينه الخاصة، والتي لا تختلف عن بعضها كثيرا. من أبرز هذه القوانين، القوانين التي وضعها نادي شيفيلد لكرة القدم والذي أسسه تلاميذ هاروو السابقون وذلك في عام 1857، والتي أدت إلى تشكل اتحاد شيفيلد لكرة القدم، في عام 1867 تشكلت أول جهة حاكمة مختصة في رياضة كرة القدم في إنجلترا, وفي عام 1862 قام جون تشالرز ثرينج من مدرسة أبينغهام بابتكار مجموعة من قواعد كرة القدم التي أثرت على قواعد اللعبة الحديثة.
ساهمت هذه المجهودات في النهاية بتشكيل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وذلك في عام 1863 م والذي عقد اجتماعاً لأول مرة في مساء 26 أكتوبر عام 1863 وذلك في لندن. المدرسة الوحيدة التي كان لها ممثلون في الاجتماع كانت مدرسة كارترهاوس. بعد هذا الاجتماع، عقدت أكثر من خمسة اجتماعات أخرى بين أكتوبر وديسمبر، نتج عنها المجموعة الأولى من قواعد لعبة كرة القدم. في الاجتماع الأخير قام الأمين العام لاتحاد كرة القدم الإنجليزي والذي كان ممثلا لنادي بلاكهيث للرجبي، قام بسحب ناديه من اتحاد كرة القدم بعد اعتماد الاتحاد إزالة قاعدتين من قواعد كرة القدم: الأولى هي السماح بالجري بالكرة باستخدام الأيدي، والثانية هي عرقلة الخصم (كما يفعل في الرجبي). بقية أندية الرجبي الإنكليزية لم يتبعوا اتحاد كرة القدم، ولكن بدلا من ذلك وفي عام 1871 م شكلوا اتحادا آخرا وهو اتحاد كرة القدم الرجبي. استمرت الأندية الإحدى عشرة المتبقية تحت مسؤولية السيد إبنيزير كوب مورلي في التصديق على القواعد الأصلية الأربعة عشرة للعبة كرة القدم. وعلى الرغم من هذا، فإن شيفيلد يونايتد لكرة القدم ظلوا يمارسون اللعبة بقواعدهم الخاصة حتى السبعينات من القرن التاسع عشر.
قوانين اللعبة اليوم خصصت بواسطة وهي اختصار لأي مجلس اتحاد كرة القدم الدولية. المجلس تأسس في 1882 بعد مقابلة اتحاد كرة القدم في مانشستر، واتحاد كرة القدم في أسكتلندا، واتحاد كرة القدم في ويلز، واتحاد كرة القدم في إيرلندا. ومنظمة اتحاد كرة القدم الدولية، وهي منظمة عالمية تأسست في باريس عام 1904 وصرحوا بأنهم سيلتزمون بالقواعد التي دونتها الIFAB.و بسبب الشعبية الكبيرة لهذه الرياضة فقد انضمت منظمة الFIFA مع IFAB وذلك في العام 1913. المجلس يتألف اليوم من 4 نواب من منظمة الFIFA ونائب واحد من كل منظمة بريطانية من المنظمات الأربعة